الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

حتى يعلم القلب السجين تهمته





في لحظه...
ليست كأى لحظه...
فهى لا تمر بقلبى كل لحظه...
وإنما....
تطل بين حين ..وآخر....
عندما تشفق على هذا القلب....

ربما ترون هذا القلب مجنونا....
ولكن...
هكذا أفكر...وهكذا أشعر....

وسأرددها ما حييت.....



"..................لقلبى دائما....حسابات أخرى.............."



في هذه اللحظه....
أحسست أننى انفصل عن ذاتى...
شعرت روحى تغادرنى...
انسابت...
وتسللت في هدوء غادر....

أصابنى الذهول...
تبعتها...وانطلقت أعدو خلفها....
حاولت إيقافها....
صرخت فيها...:"إلى أين تذهبين....؟؟"

توقفت لوهله...
التفتت نحوى...
اجابتنى ..والدموع تخنقها......:
........."لست أدرى".........
ولم تتمالك دموعها...
وانطلقت تعدو من جديد...بكل ما أوتيت من قوه.....

أسرعت خلفها...لكننى لم أستطع اللحاق بها....
ظللت أخطو بدربى في شرود....

.....حتى وصلت إلى حدود الكون......

أبصرتها.....
تقبع فوق تل بعيد......
سرت والخوف يملأنى....
لا....
بل....عدوت تجاهها....
وصلت إليها..وزفراتى تكاد تشق صدرى....
وجدتها جالسه....
وقد أحاطت ساقيها بذراعيها..وانطوت على نفسها...
....وكأنها تحتضن قلبها.....

أشفقت عليها....
جلست بجوارها..فى صمت...
لم أقو على سؤالها...
لكن أسئلتى انسابت إلى قلبها.....

رفعت وجهها..ونظرت إلىّ..

.........بعيون.........

عيون.....
يا إلهى....
بعمرى....ما أحسست ما يعنيه تعبير.."بحور العذاب.."
إلا....
بعد أن تطلعت إلى تلك العيون.....

انتفض قلبى كعصفور..بلله المطر....
مابالك ياهذى العيون...؟؟
مابالك يا بحور العذاب..؟؟
مابال قلبك أيتها الشارده...؟؟

أجابتنى بآهااااااااااااااااااااااا

اات....

حطمت ضلوعى....
زفراتها الحارقه....أشعلت اللهيب بقلبى...
أنفاسها الجريحه...أخذت تروى ..وتحكى..

أحيت بداخلى لحظات....
لم تمت يوما...
ولا تمكنت عواصف النسيان العاتيه..
من أن تمسّها..
ولو للحظه......

تمالكت نفسى...
حاولت أن اهمس ببضع حروف..
تهدئ من روع اللحظه....

لكننى..........
لم أستطع....
خنقتنى الدموع.....
انفجرت آهاتى السجينه...
وصرت أحتاج لمن يهدئ من روعى انا الأخرى............

يكاد الناظر إلينا...
يرى التلّ...وقد أوشك أن يذوب بنا غرقا....
في بحرٍ..يحيط بنا...
رسمت أمواجه دموعنا....

تماسكت....
أخذت روحى بين أحضانى...
لكن ..الصرخه...
انبعثت تدوى من أعماقها..لتقتلنى...
انهارت كل قواى...
وسقطت أرضا بجانبها..
ألملم كيانى الممزق...

دوّت صرخاتها الجريحه...
حتى خيل إلىّ أن الكون كله ..
حتى امتداد الأفق البعيد....
قد سمع صراخها...

انسابت أسئلتها الحائره لتحرق وجنتى..
حتى بكى الشفق..حزنا لأجلى..
وانطفأ نور القمر..حزنا لأجلى..

وأخذ الكون كله يذرف الدموع الساخنه...
إشفاقا على قلبى....

دوّت تساؤلا تها ...
تنبعث من باطن الجرح السحيق....

.............."لماذا؟؟؟؟؟"
...............

خناجر الحيرة تقتلنى...
فعندما يُحكم على القلب السجين بالإعدام....
أفلا يرفق به القاضى...فيعلمه بتهمته.....؟؟؟؟

جففت دموعى..فى صمت...
أخذت روحى....
ورحلنا.....

ذابت ثانيةَفى داخلى...
لكن صرخات حيرتها..
في اعماقى....

............لم تذب...........

ولن تذوب يوماَ.....

...........حتى يعلم القلب السجين تهمته.............